نعم يامولانا للحد من حوادث المرور ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركــاتـه:
أيها الأخـوة والأخـوات

يُعدّ يوم الأحد الموافق: 18/10/2009م، تاريخاً مميزاً في النظام المروري بسلطنة عُمان.. كونه يحمل في جنباته أموراً مهمّة.. منها ما سنتطرق إليه في سياق موضوعنا المتواضع .
لقد تحدث جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه- في خطابه مع شيوخ ورشداء وأعيان منطقة الباطنة ومحافظة مسندم، عن الحوادث المرورية .
إنّه خطاب يحمل دلالات كثيرة، ويتضمن معاني سامية، ويحتوي على مضامين كبيرة، وبه مفاهيم نبيلة..
إنّ جلالة السلطان المعظم.. حينما تطرق إلى هذا الموضوع.. أعني به – الحوادث المرورية ـــ جاء إدراكاً من لدن جلالته حفظه الله، بأنّ الحالة أصبحت لا تُطاق.. وأنّ الأمر أصبح ظاهرة تستحق من الجميع تظافر جهودهم وأعمالهم من أجل تغيير مفاهيم المرور السائدة لدى الكثير من قائدي المركبات.

نحن في عُمان مشكلتنا ولنكن صريحين إلى أبعد الحدود.. إنّ الجهات الأقل مستوى.. لا تعمل بشكل صحيح.. إلاّ إذا صدرت إليها توجيهات من المستويات الأعلى.. وكأنّ مركزها لتحويل التعليمات إلى خطط وبرامج عمل، ومن ثمن تنفيذها..
لقد كانت كلمة جلالته في سيح المكارم واضحة المعاني.. جليّة المدلولات، لا تحتاج إلى تأويلات من قبل الجهات المختصة..
نعم على الجميع أنْ يعي أهمية إنّ الحوادث المرورية أصبحت عندنا.. مرتفعة ومخيفة..

وأصبح من يقود سيارته أو راكباً في مركبة.. أو عابراً لطريق.. أو ماشياً بمحاذاة شارع... وحتى الساكنين بالقرب من الخطوط السريعة أو القصيرة.. الجميع في حالة خوف وفزع.
فالشوارع وللأسف الشديد أصبحت ميادين حرب.. والطرقات غدت ساحات معارك... ليست بها قنابل ولا صواريخ ولا أسلحة.. لا نووية ولا جرثومية..
ولكن بها تلك السيارات العابرة للحياة إلى الموت.. يقودها سائقون متهورون.. لا يعرفون للحياة قيمة ولا معنى.. همهم الوصول بأسرع من الصوت..

ويتخيلون أنفسهم بأنّ السيارة ما هي إلاّ بساط ريح.. ينقلهم سريعاً إلى حيث يريدون.
إننا نعاني من قصور في الفهم المروري... ونعاني من قلة التعاطي مع الثقافة المرورية من قبل الشعب العماني..

هذا الشعب الأبيّ.. إلاّ أنه للأسف لم يكن هذا الشعب أبيّاً في التعاطي مع قوانين المرور.. بل كان متجاهلاً أو متناسياً لقيمة الحياة وسموها.
فنلاحظ الاستهتار بالنفس وقيم الروح هو السائد بين الأغلبية من السائقين.

أيهّا السيدات والسادة الأكارم

نعم كان خطاب جلالته واضحاً وضوح الشمس في ظهيرة يوم مشرقة.. ولكن هل سنرتقي لمستوى هذا الخطاب الأبوي الإنساني.. أمْ أن أكثرنا سيتجاهل هذا النداء الأبوي الصادر من قلب أب العمانيين.. يعرف معاناتهم.. ويهتم بشئونهم..

كلمة إلى الجهات الحكومية المختصة..

أعتقد أنّ رسالة جلالته وصلت إلى أذانكم .. فالمسئولين كانوا حاضرين مع الشعب أثناء إلقاء جلالته لكلمته..
فأنتم أيها المسئولون لم تسمعوها كما سمعناها نحن عبر شاشة تلفاز أو مذياع.. فأنتم كنتم قريبين من المقام السامي.. فأتمنى أنْ لا تمر مرور الكرام..

نرجو منكم أيها الساهرون على مصالح الشعب: أنْ تقفوا وقفة تأمل. وقفة فيها مراجعة شاملة وتقييم داخلي ومعمّق.. حول قوانين وأنظمة المرور.. وحول أدوات ومتطلبات السلامة على الطرقات..

على الجهات الحكومية ذات العلاقة ، القيام بالآتي:
1- تقييم القوانين والأنظمة المتعلقة بالمرور، واستحداث قوانين أخرى.. بدلاً من بعض القوانين التي بحاجة إلى تغيير.
2- إجراء تقييم شامل حول الطرق، من حيث: هندسة إنشائها، طريقة بنائها، مساراتها، وغيرها من الأمور الفنية.
3- تغيير مسارات الطرق التي أصبحت بؤراً ونقاطاً سوداء نشم منها رائحة الموت تحت عجلات السيارات.
4- زيادة الحارات وتوسعة الشوارع الضيقة..بدلاً من الإصرار على حارة أو حارتين.. فالسيارات في إزدياد يوماً بعد يوم.
5- القيام بحملات تثقيفية واسعة في مختلف المناطق.. وعلى مختلف الأصعدة.. وبالاشتراك مع القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية.

وعلينا في حالة تطبيق القانون أنْ يطبق على الجميع.. فالناس سواسية..


حفظ الله جلالة السلطان المعظم أينما حلّ ونـزل..
وحفظكم ربي أينما كنتم