أخطئت الهدف وهي تُمشط خصلات شعري : ولولا ستر الله لكنت من الأموات
فقد أمرها زوجي بذلك - علي مضضٍ منها - وحينما هَمَت بتقطيع شعري صرخت
هرول زوجي وقد صُدِم من وقع الصرخة
: ما بك حبيبتي ؟
أخبرته بما حدث
نهرها زوجي كثيرا وطردها من غرفتي ؛ وأخذ يربت علي كتفي بيده
الحنونة ؛ عليا أنا فقط ؛ أما هي فقد صارت قديمة - كنعله القديم - يقتلعها من قدمه متي
شاء.
كنت أرثي لحالها ؛ ووضعت نفسي مكانها ؛ وتساءلت :
ماذا لو جاءت أخري وأختطفت زوجي مني ؟
طبعا ستأكلني نار الغيرة ؛ وسأحاول تمزيقها اربا
لكن ما ذنبي في أنها لا تنجب ؟
أصابني الرعب حين تخيلت حالي لو لم أُنجب أنا الأخري ؛ قطعا سألقي مصيرها
يالك من وغد أيها الزوج العزيز....!!
ووسط تخيلاتي وهواجسي جاءت خادمتي لتُكمل ما بدأته ضرتي
أخذت تنظر الي شعري بإعجاب ؛ وتتفنن في تفصيلي بعينها الدقيقة
لتقول لي أخيرا
: كم انتي جميلة يا سيدتي ؛ معه حق سيدي حينما اختارك زوجة له
تفهمت معني كلماتها ؛ فهي وسيلة للتقرب لي
ولكن........ ما نهايته يا تري؟
جاءت النهاية بعد عام مر علي زواجنا دون انجاب
رأيته يدخل بها عليا
وعلي زوجته الأخري ؛ ليُُعلمنا بالقرارات الجديدة ؛ لنقدم لها فروض الطاعة والولاء
ملأ الحزن أعيننا أنا والزوجة المسكينة ؛ وتعانقنا والدموع تندي جباهنا
فقد بتنا بمصير واحد ؛ وعدو واحد ؛ ولكن........
ألا توجد نهاية لتلك الرحلة
ألن ينتهي هذا الطوفان من الزيجات ؟
أم سيظل ما دام لم يحدث حمل
أو لو كان هو المتسبب في عدم الإنجاب ؛ لكنه لم يُفصح أو لم يعترف بالطب
الذي يفضح عجزه ؛هل عدم قدرته علي الانجاب تنتقص من رجولته ؟
كيف أتخلص أنا والزوجة الأولي ومن تلينا ومن تليها من أفكار هذا الزوج القاسي ؟
أما زال يظن بنا أننا ناقصات عقل ودين ؛ زد علي ذلك ناقصات انجاب ؟
الي متي أيها الزوج المتحكم ؛ لا ...........
لن أخضع للأمر الواقع
لملمنا متاعنا لنختفي سويا ؛ ولا يبقي له إلا الزوجة الجديدة - الخادمة -
التي سيؤول مصيرها إلي النهاية المعهودة
ذات صباح.